الأحلام
لدينا جميعا الأحلام. نريد كتابة كتاب ، او امتلاك منزل خاص او اى حلم اخر. الأحلام هي الشيء الذي يبقينا مستمرين عندما تكون الحياة اليومية
مملة أو قاسية. أحلامنا تمنحنا شيئًا نتطلع إليه ، شيئًا نخطط له ، الأحلام يمكن
أن تكون عواطف. يمكن أن تكون متأصلة بعمق فينا لدرجة أنك تشعر بأنها امتداد
لأرواحنا.
ولكن يمكن أن يأتي الوقت الذي يتحول فيه الحلم إلى كابوس. حتى لو لم
يكن كابوسًا كاملاً ، فهناك نقطة لا ينبغي فيها الاحتفاظ ببعض الأحلام بعد الآن.
عندما نريد أن نحقق حلمًا ، فإننا نتخذ إجراءات لتحقيقه. نحن نبحث
ونفكر ونخطط لننتقل من الخيال إلى الواقع. قد يستغرق الأمر سنوات لإنجازه ، لكننا
نعمل دائمًا على تحقيقه.
حلم الاعارة
بعد تخرجى من الجامعة عملت بمجال التدريس كمعلم للغة الانجليزية وكان
هذا هو تخصصى وكنت سعيدا جدا بعملى هذا بالرغم ان راتبى لم يكن مكافئا لجهدى الذى
ابذله فى تعليم الطلاب ولا حتى للانفاق لنهاية الشهر لان الراتب متدنى ولا يكفى
الا الضروريات من اجل الحياة ولم اكن متزوجا فى ذلك الحين فما بالك عندما اتزوج.
من هنا ظهرت الحاجة الى اضافة دخل مادى اخر حتى استطيع ان اعيش حياة
معقولة واتزوج واكون اسرة. وبدات فكرة اعطاء دروس خصوصية لبض الطلاب الراغبين فى
رفع مستوى التحصيل الدراسى لديهم. وبذلك اصبح الراتب مع العائد من الدروس الخصوصية
معقول الى حد ما.
كانت الوزارة ترسل مدرسين اعارة الى بعض الدول العربية فى فترة الثمانينات
وكانت الاعارة هى امل وحلم لكل المدرسين وانا واحد منهم ولكن المشكلة انها كانت
بالاقدمية وانا كنت حديث التخرج. وبعد حوالى 14 سنة اصبح من حقى ان اتقدم للحصول
على فرصة الاعارة كباقى الزملاء وتحقيق الحلم فى حياة افضل لاسرتى لان الراتب من
الاعارة افضل من راتبى ودخلى من الدروس الخصوصية فى ذلك الوقت بمرات عدة. واستطيع
ان ابنى البيت الذى حلمت بشكله واتساعه وخصوصيته بدلا من العيش فى شقة ضيقة التنفس
فيها صعب والخصوصية منعدمة.
الكابوس
اخيرا حصلت على الاعارة بعد طول انتظار ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى
السفن وكانت الاعارة الى دولة فقيرة والى مكان فيها اسوأ بمئات المرات من الشقة
التى اسكن بها ولك ان تتخيل هذا المكان وانا واثق انك لا يمكن ان تتخيله.
بدأ الكابوس بمجرد ان هبطت الطائرة فى الصحراء اقصد المطار وزهابى الى
الكشك اقصد الجمرك لانهاء اجراءات الدخول الى المجهول اقصد مكان الاعارة الجديد. وبعد
يومين لم ارى او اتخيل فى حياتى المعاناة التى واجهتها فى الوصول الى مكان اقامتى
لكى ابدأ عامى الاول فى الاعارة اقصد الكابوس الرهيب الذى سيستمر عاما سواء شئت ام
ابيت.
تحطم الحلم على صخرة الواقع واصبح من المؤكد ان لا البيت الذى حلمت به
سيتحقق ولا الراتب الجيد سيتحقق ولا الراحة النفسية ولا الامل فى الافضل ولكن
المؤكد هو بقائى فى الجحيم لمدة عام. واكثر من ذلك ستعرفه فى كتابى عن هذه التجربة
المريرة وعنوانه
" مذكرات معار فى قرية الغجار " وبه الكثير مما لا
استطيع سرده فى هذا المقال.
اترك تعليقاً اذا كان لديك استفسار عن الموضوع